ليالي الشتاء

بصورة أدبية، فأرى المستقبل من خلالهم نقوشا رائعة زينت بألوان باهرة تلفت الانظار إليها، فيسطع نور أقلامهم بين سطور كتاباتهم.
أرى أمامي اليوم فارسا يمتطي قصته الأولى ليعبر بها كل حواجز الروتين الأدبي للأسلوب نفسه المتكرر دائما، ليخط له طريقا مميزا ابتدعه من النهج الأميركي على شكل سيناريو تلفزيوني يعتمد في تقديمه على الفصول المترابطة لتكون قصة من واقع الخيال، بالمزج بين ألوان اللغة العربية الفصحى وألوان اللهجة العامية الكويتية، بفرش ناعمة وبسيطة.
«ليالي الشتاء» استهوتني فكرة الصدفة، التي كان لها الدور الكبير في ربط الأبطال من مثل حصة وصقر، نورية و…، لكني كنت أقف بعد كل جرعة مشاعر وأحاسيس كان يطلقها ذلك الفارس من بين كلماته ليعبر بها عن مدى حب الطرفين ببعضهما، لأقول ليتها كانت جرعة مركزة أكثر لأعيش الأحداث أكثر فأتلذذ بمدى صدق المشاعر التي تربط بما بينهم.
فأبدأ بعدها بقراءة بقية الفصول، وأزداد رغبة في معرفة ماذا سيحل بالأبطال وكيف سيجمعهم القدر ليكونوا نبضا واحدا بقلب واحد، مثلما جمعتهم الصدفة في بداية الحكاية، فنسج حبهما.
يا لها من صاعقة ويا له من فراق مرير، أدرك بأن ما يحيط بهم من شخوص هم من حددوا لهم هذه النهاية وهذا الفراق، ولكني لم ألحظ تمسك كل من الطرفين بالآخر، أو أنني وجدت قبل الفراق بين الطرفين كان سهلا جدا، صمت المشاعر كان يخيم على الأحداث مما يفقدها روعتها.
حينها فقط أحسست بأن الفارس قد قرر أخذ قسط من الراحة، وإعطاء مشاعره واحاسيسه استراحة في تلك الفصول الحساسة والتي كانت بحاجة ماسة لطاقة مضاعفة، فتكسب الأبطال مشاعر حارة ومؤثرة أكثر فأكثر، مما يشعرنا بأن حبهم صعب أن يموت، وإن افترقا نكون موقنين بصدق الاحاسيس وبألم الفراق العصيب.
لا أخفيكم بأن ذلك الفارس من عشاق المجال الإعلامي، وعالم الكتابة الدرامية سواء المسرحية أو التلفزيونية أو الروائية، فأحب أن يغير مجرى حياته من دراسة الحقوق إلى طالب بقسم النقد وأدب المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية، فأصبح أيضا مسؤول الصفحة الفنية في «مجلة أبواب» الشبابة، بعد ما عرض عليه المذيع صالح الراشد فكرة الانضمام للمجلة.
تأخذني اللهفة لمعرفة إلى أين سيأخذنا فارسنا، وأمام أي حاجز يقف الآن يتأهب للقفز.