غالبًا ما يُنظر إلى رواية فرنكنشتاين على أنها رواية رُعب، وهذا ظلم لعمل أدبيٍّ رفيع يُعتبر من دُرَر الأدب الإنجليزي والعالمي وأكثرها قراءةً في أنحاء العالم، بالإضافة إلى كونها من أكثر النُّصوص الأدبيَّة التي دُرِسَت وحُلِّلَت نظرًا لما تحمله من قيمة أدبية وفكرية رفيعة، ولأنها نصٌ سَلِسٌ ومشوِّق.
لكن مسار هذه الرواية بالتحديد أكثر تعقيدًا من غيرها، فقد طرحت شِلي فيها أفكارًا جريئةً جديدةً بالنسبة لعَصرها عن الإبداع عندما يتخطى حدود الطبيعة. وقد تعاظَم هذا المسار واستقلَّ بشكلٍ ما عن الرواية نفسها، وصار في حَدّ ذاته نوعًا من المجاز والأسطورة شَقّ لنفسه طريقًا في الفنون الأخرى مثل السينما والمسرح والكاريكاتور والكومِكس.. وصار اسم فرانكنشتاين مُرادِفًا لكل إبداع عندما يصير هوسًا يَجلِب عواقب وخيمة على المُبدِع والعالم، ومرادفًا للوحشيَّة وقد تحرَّرَت من عِقالها.
يَعرِف الجميع تقريبًا، حتى الذين لم يقرأوا الرواية ولم يَسمَعوا باسم ماري شِلِي، موضوع الحَبكة الرئيسة والأحداث الغريبة التي قاد إليها العالِم الشَّاب الطَّموح الذي يَسعى إلى العثور على سِرّ الحياة ويتوصَّل إليه. ومن أجزاءٍ مُجَمَّعة من جُثَثٍ مختلفةٍ يَصنَع كائنًا عملاقًا يتَّضح أنه وحشٌ قبيحٌ لا تخلو شخصيَّته من مشاعرٍ مُرْهفة.
لكن الذين لم يقرأوا الرواية، أو ظنّوا أنها مجرّد حكاية أسطورية مرعبة، خسروا متعة اكتشاف ذلك الجمال وتلك القوّة في هذا العمل الأدبي الممتع.
….
“عند قراءتك لهذه الرواية، والتي تكمن شهرتها ليس فقط في كونها أول رواية خيال علمي، بل في كونها قصة رعب نفسي من الطراز الأول، ستلاحظ غياب أية شخصيات نسائية مؤثرة في الأحداث، وأن الرجال هم المحركون الأساسيون للأحداث؛ مما قد يجعلك تشعر بأن شيلي إنما أرادت أن تقول إن الغياب التام لدور المرأة في المجتمع سيجعله مجتمعًا مليئًا بالأخطاء، ولكنك حتمًا لن تستطيع أن تمرر شعورًا بالتعاطف والشفقة، تاركًا إياه يتسرب إليك تجاه وحش ماري شيلي المنبوذ من قبل صانعه.” ساسة بوست
You must have an order with a minimum of 2.00 KWD to place your order, your current order total is 0.00 KWD.
Be the first to review “فرانكنشتاين أو بروميثيوس هذا العصر” Cancel reply
You must be logged in to post a review.
General Safety Warning: Products sold by ADAM MEGASTORE may be intended for Adult Collectors. Products may contain sharp points, small parts, choking hazards, and other elements not suitable for children under 16 years old.
Reviews
There are no reviews yet.