الوصف
إذا كانت روايات بلزاك قد جعلت منه أديبًا من أكبر الأدباء في العالم، فإن رواية “زهرة الحب” تعد بحق من أعظم رواياته قوة وبراعة، وقد اعترف بلزاك بأنها كانت أكثر رواياته استنفادًا لجهده في تأليفها. وإن فيها الكثير من نفسه وخواطره وماضيه العجيب.ولا ريب أن شخصية “فیلكس” بطل هذه الرواية تكاد تكون صورة فنية لبلزاك حين كان في العشرين من عمره، وأوجه الشبه بينهما كثيرة، فقد نشأ بلزاك كما نشأ فيلكس محرومًا من العطف في محيط أسرته، فتذوق قلبه الوحشة والسخط منذ بداية عهده بالحياة، فلما شبَّ بلزاك عن الطوق، وبلغ الحلم اتخذ لنفسه حبيبة _كما فعل فيلكس_ تخيرها أكبر منه سنًّا ليجد في عطفها، وحنانها العوض عن حنان أمه وذويه. وقد ساعدته هذه الحبيبة الأولى على تكوين حياته وبناء مجده وليس أدل على حبه الصادق لهذه السيدة، “مدام دي برني”، ما حفلت به سطور هذه الرواية من ذم النساء الصغيرات السن، وما في حبهن من أنانية، تأخذ ولا تعطي، وتهدم حياة عشاقهن، وتفسد عليهم مستقبلهم.. والواقع أن هذه الظاهرة تدل على أن بلزاك يعتقد أن الطموح إلى النجاح في الحياة لا ينفصل عن الحب، وأن العقل، والتدبر، وحسن التقدير لا تنفصل عن الوجدان.
Reviews
There are no reviews yet.