في بيتهم في شدباغ ، كانت باري تحتفظ تحت وسادتها بعلبة شاي من الصفيح أعطاها لها عبد الله ، كان لها مشبك صدئ ، وعلى غطائها رجل هندي ملتح ، يعتمر عمامة ويرتدي سترة طويلة ، يرفع بيديه فنجاناً من الشاي يتصاعد منه البخار . وداخل العلبة تتراص كل الريشات التي جمعتها باري . كانت أعز مقنياتها إلى قلبها : ريشات ديوك خضراء داكنة وخمرية كثيفة ، ريشة بيضاء من ذيل حمامة ، ريشة عصفور ترابية اللون عليها بقع داكنة ، أما أكثر ما كانت تفتخر به باري ، فكانت ريشة طاووس خضراء تتغير ألوانها في الضوء، في آخرها عين كبيرة جميلة .
تلك الأخيرة كانت هدية أهداها إليها عبد الله قبل شهرين . كان قد سمع عن صبي من قرية أخرى تمتلك أسرته طاووسًا ، وذات يوم عندما كان الأب بعيدًا ، يحفر قنوات الري في بلدة تقع إلى الجنوب من شدباغ ، مشی عبد الله إلى تلك القرية الأخرى ، وعثر على الصبي ، وطلب منه ريشة من الطائر . أعقبت ذلك مفاوضات ، في نهايتها وافق عبدالله على أن يقايض حذاءه بالريشة . ولدى عودته إلى شدباغ ، وريشة الطاووس مدسوسة في خصر بنطلونه أسفل قميصه ، كان عقباه قد انفلقا وصارا يلطخان الأرض بالدماء .
General Safety Warning: Products sold by ADAM MEGASTORE may be intended for Adult Collectors. Products may contain sharp points, small parts, choking hazards, and other elements not suitable for children under 16 years old.